عميد مسجد باريس الكبير يحذر من وصم المسلمين: لا تُحمّلونا مسؤولية "الإخوان"
عميد مسجد باريس الكبير يحذر من وصم المسلمين: لا تُحمّلونا مسؤولية "الإخوان"
أعرب شمس الدين حافظ، عميد مسجد باريس الكبير، الخميس، عن قلقه العميق من وصم المسلمين في فرنسا تحت شعار مكافحة الإسلام السياسي، داعيًا السلطات الفرنسية إلى التحلي بالتماسك والمسؤولية في معالجة هذا الملف الحساس.
وقال حافظ، في بيان رسمي الخميس، إن المسجد "دافع دائمًا عن رؤية للإسلام تتوافق مع نص وروح مبادئ الجمهورية"، مضيفًا أنه "يرفض استخدام الإسلام كأنه أداة سياسية لشق وحدة المجتمع الوطني" بحسب فرانس برس.
تقرير رسمي يثير الجدل
جاء هذا التصريح ردًا على تقرير حول الإسلام السياسي تم تقديمه يوم الأربعاء إلى مجلس الدفاع الفرنسي في باريس، حذّر من "تسلل منظم من القاعدة إلى القمة" على الصعيدين المحلي والمجتمعي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين.
واستهدف التقرير بشكل مباشر منظمة مسلمي فرنسا (MF)، التي تُعد امتدادًا لـ"اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF)"، وتصنَّف على نطاق واسع بأنها الفرع الوطني للإخوان المسلمين.
ازدواج في المواقف
أشار البيان إلى أن منظمة مسلمي فرنسا تقيم "علاقة مميزة تاريخيًا" مع مسجد باريس الكبير، وتربطها علاقات وثيقة بنحو 15 مسجدًا تابعًا له.
وفي هذا السياق، أبدى شمس الدين حافظ استغرابه من "الدهشة المصطنعة" حيال هذا الحوار، مذكرًا بأن السلطات الجمهورية نفسها هي من اختارت إشراك هذه الجهات في تشكيل مشهد الإسلام الفرنسي.
وذكّر بأن “اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا”- الذي سبق منظمة مسلمي فرنسا- كان طرفًا فاعلًا في مبادرات حكومية، بما في ذلك لقاءات مع الرئيس إيمانويل ماكرون عام 2020 خلال مساعيه لتشكيل مجلس وطني للأئمة في البلاد.
دعوة إلى التماسك
انتقد حافظ ما وصفه بالتطور الخبيث لخطاب تمييزي غير مقيد، مشددًا على أن النضال المشروع ضد الإسلام السياسي يجب ألا يكون ذريعة لوصم المسلمين، كما دعا المسؤولين السياسيين إلى ضبط الخطاب وإظهار التماسك، محذرًا من الانزلاق نحو مزايدات سياسية.
وجاءت هذه التصريحات في حين أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها طلبت من الحكومة إعداد مقترحات بشأن الملف لمناقشتها في اجتماع مجلس الدفاع المقبل مطلع يونيو، على خلفية ما وصفتها بوقائع خطرة تم التحقق منها.
تُعد جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928 من أبرز الحركات التي تروّج لـ"الإسلام السياسي المحافظ"، وقد شكّلت مصدر جدل طويل في أوروبا.
وفي فرنسا، يواجه المسلمون تحديات متزايدة في ظل السياسات الأمنية الرامية لمكافحة التطرف، وسط مخاوف من الخلط بين الجماعات الأيديولوجية والمجتمعات الإسلامية الأوسع، ما يدفع مؤسسات دينية عريقة كمسجد باريس إلى التذكير بخطورتها على الاندماج والسلم المجتمعي.